تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَـٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ} (159)

{ إن الذين يكتمون } ، وذلك أن معاذ بن جبل ، وسعد بن معاذ ، وحارثة بن زيد ، سألوا اليهود عن أمر محمد صلى الله عليه وسلم وعن الرجم وغيره فكتموهم ، يعني اليهود ، منهم : كعب ابن الأشرف ، وابن صوريا ، { ما أنزلنا من البينات } ، يعني ما بين الله عز وجل في التوراة ، يعني الرجم والحلال والحرام ، { والهدى } ، يعني أمر محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة ، فكتموه الناس ، يقول الله سبحانه : { من بعد ما بيناه } ، يعني أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، { للناس في الكتاب } ، يعني لبني إسرائيل في التوراة ، وذلك قوله سبحانه في العنكبوت : { وما يجحد بآياتنا } ، أي بمحمد صلى الله عليه وسلم { إلا الظالمون } ( العنكبوت : 49 ) يعني المكذبون بالتوراة ، وهم { أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } وذلك أن الكافر يضرب في قبره فيصيح ويسمع صوته الخليقة كلهم ، غير الجن والإنس ، فيقولون : إنما كان يحبس عنا الرزق بذنب هذا ، فتلعنهم الخليقة ، فهم اللاعنون .