تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ قَدۡ أَنجَيۡنَٰكُم مِّنۡ عَدُوِّكُمۡ وَوَٰعَدۡنَٰكُمۡ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلۡأَيۡمَنَ وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰ} (80)

كما قال تعالى : { يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم } فرعون وقومه { وواعدناكم جانب الطور الأيمن } يعنى حين سار موسى مع السبعين عن يمين الجبل ، فأعطي التوراة { ونزلنا عليكم المن والسلوى } آية ، في التيه ، أما المن فالترنجبين كان بين أعينهم بالليل على شجرهم أبيض كأنه الثلج ، حلو مثل العسل ، فيغدون عليه فيأخذون منه ما يكفيهم يومهم ذلك ، ولا يرفعون منه لغد ، ويأخذون يوم الجمعة ليومين ؛ لأن السبت كان عندهم لا يسيحون فيه ولا يعملون فيه ، هذا لهم وهم في التيه مع موسى عليه السلام ، وتنبت ثيابهم مع أولادهم ، أما الرجال فكانت ثيابهم لا تبلى ، ولا تخرق ، ولا تدنس ، وأما السلوى وهو الطير ، وذلك أن بني إسرائيل سألوا موسى اللحم وهم في التيه ، فسأل موسى عليه السلام ، ربه عز وجل ذلك ، فقال الله : لأطعمنهم أقل الطير لحما فبعث الله سبحانه سحابا فأمطرت سمانا ، وجمعتهم الريح الجنوب وهي طير حمر تكون في طريق مصر ، فمطرت قدر ميل في عرض الأرض ، وقدر طول رمح في السماء .