تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قَالُواْ مَآ أَخۡلَفۡنَا مَوۡعِدَكَ بِمَلۡكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلۡنَآ أَوۡزَارٗا مِّن زِينَةِ ٱلۡقَوۡمِ فَقَذَفۡنَٰهَا فَكَذَٰلِكَ أَلۡقَى ٱلسَّامِرِيُّ} (87)

{ قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا } ونحن نملك أمرنا { ولكنا حملنا أوزارا } يعنى خطايا ؛ لأن ذلك حملهم على صنع العجل وعبادته { من زينة القوم } يقول : من حلي آل فرعون الذهب والفضة ، وذلك أنه لما مضى خمسة وثلاثون يوما ، قال لهم السامري وهو من بني إسرائيل : يا أهل مصر ، إن موسى لا يأتيكم ، فانظروا هذا الوزر ، هو الرجس الذي على نسائكم وأولادكم من حلي آل فرعون الذي أخذتموه منهم غصبا ، فتطهروا منه ، واقذفوه في النار .

ففعلوا ذلك وجمعوه ؛ فعمد السامري ، فأخذه ثم صاغه عجلا لست وثلاثين يوما ، وسبعة وثلاثين يوما ، وثمانية وثلاثين يوما ، فصاغه في ثلاثة أيام ، ثم قذف القبضة التي أخذها من أثر حافر فرس جبريل ، عليه السلام ، فخار العجل خورة واحدة ، ولم يثن ، فأمرهم السامري بعبادة العجل لتسعة وثلاثين يوما ، ثم أتاهم موسى ، عليه السلام ، من الغد لتمام أربعين يوما ، فذلك قوله سبحانه { فقذفناها فكذلك } يعنى هكذا { ألقى السامري } آية ، الحلي في النار .