تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُۥ عِلۡمٞ مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ} (40)

قال سليمان أريد أسرع من ذلك : { قال الذي عنده علم من الكتاب } وهو رجل من الإنس من بني إسرائيل كان يعلم اسم الله الأعظم ، وكان الرجل اسمه آصف بن برخيا بن شمعيا بن دانيال { أنا آتيك به } بالسرير { قبل أن يرتد إليك طرفك } الذي هو على منتهى بصرك ، وهو جاء إليك ، فقال سليمان : لقد أسرعت أن فعلت ذلك ، فدعا الرجل باسم الله الأعظم ، ومنه ذو الجلال والإكرام ، فاحتمل السرير احتمالا فوضع بين يدي سليمان ، وكانت المرأة قد أقبلت إلى سليمان حين جاءها الوفد ، وخلفت السرير في أرضها باليمن في سبعة أبيات بعضها في بعض أقفالها من حديد ، ومعها مفاتيح الأبيات السبعة ، { فلما رءاه } فلما رأى سليمان العرش { مستقرا عنده } تعجب منه ف { قال هذا } السرير { من فضل ربي } أعطانيه { ليبلوني } يقول : ليختبرني { أأشكر } الله عز وجل في نعمة حين أتيت العرش { أم أكفر } بنعم الله إذا رأيت من هو دوني أعلم مني ، فعزم الله عز وجل له على الشكر .

فقال عز وجل : { ومن شكر } في نعمه { فإنما يشكر لنفسه } يقول : فإنما يعمل لنفسه { ومن كفر } النعم { فإن ربي غني } عن عبادة خلقه { كريم } آية ، مثلها في لقمان : { فإن ربي غني حميد } .