تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُۥ عِلۡمٞ مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ} (40)

{ قال الذي عنده علم من الكتاب } وكان رجلا من بني إسرائيل ، يقال له : آصف ، يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب { قال أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } وطرفه : أن يبعث رسولا إلى منتهى طرفه ، فلا يرجع إليه ، حتى يؤتى به ، فدعا الرجل باسم الله الأعظم { فلما رآه } رأى سليمان السرير { مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر } أي : أشكر النعمة أم أكفرها ؟ { ومن شكر فإنما يشكر لنفسه } .

يحيى : عن المعلى ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : " إن صاحب سليمان الذي قال : أنا آتيك به كان يحسن الاسم الأكبر ، فدعا به وكان بينه وبينه مسيرة شهرين ، وهي منه على فرسخ ، فلما جاءه العرش كأن سليمان وجد في نفسه -مثل الحسد له- ثم فكر ، فقال : أليس هذا الذي قدر على ما لم أقدر عليه مسخرا لي ؟ هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر " .