المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُۥ عِلۡمٞ مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ} (40)

تفسير الألفاظ :

{ قال الذي عنده علم من الكتاب } القائل وزيره أو ملك أو هو نفسه ، والمراد بعلم من الكتاب علم الأسرار الروحانية والتأثير في المواد بالقوى النفسية . { قبل أن يرتد } أي قبل أن يرجع . { طرفك } أي عينك . { ليبلوني } أي ليختبرني . يقال بلاه يبلوه بلاء امتحنه أو أصابه ببلية .

تفسير المعاني :

قال الذي عنده علم من الكتاب : أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك . فلما رأى سليمان عرش بلقيس موجودا بين يديه ، قال : هذا من فضل ربي ليختبرني أأشكره على نعمه هذه أم أكفر بها ، ومن شكر فإنه يشكر لنفسه ؛ لأن شكره يستوجب دوام النعمة وزيادتها ، إن ربي غنيّ عن الشكر كريم لا ينقطع مدده عن خلقه .