الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُۥ عِلۡمٞ مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ} (40)

ثم قال : { قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك }[ 41 ] ، أي{[52548]} قال{[52549]} الإنسي الذي عنده علم من كتاب الله جل ذكره .

قال مجاهد{[52550]} : فتكلم ذلك العالم بكلام{[52551]} دخل العرش تحت الأرض حتى خرج{[52552]} إليهم .

قال الزهري{[52553]} : دعا الذي عنده علم من الكتاب : يا إلهنا وإله{[52554]} كل شيء إلها{[52555]} واحدا لا إله إلا أنت : إيتني بعرشها . قال : فتمثل له{[52556]} بين يديه .

قال قتادة{[52557]} : كان اسمه يلجا .

وقيل{[52558]} : كان{[52559]} اسمه آصف بن برخيا .

وقال النخعي : هو جبريل صلى الله عليه وسلم{[52560]} .

وقيل : هو سليمان نفسه . ودل على ذلك قوله : { هذا من فضل ربي }[ 41 ] ومعنى : { قبل أن يرتد إليك طرفك }[ 41 ] ، أي قبل{[52561]} أن يصل إليك من كان منك على مد بصرك ، أي قبل أن يأتيك أقصى{[52562]} ما ترى .

وقال وهب معناه : أنا آتيك به قبل أن تمتد عينك{[52563]} فلا ينتهي طرفك إلى مداه حتى آتيك{[52564]} فأمثله{[52565]} بين يديك{[52566]} فدعا فغاص العرش تحت الأرض ثم نبع إليه .

وقال وهب{[52567]} : توضأ آصف ، وركع ركعتين ، ودعا فنبع السرير من تحت الأرض{[52568]} ، فقال سليمان : { هذا من فضل ربي }[ 41 ] ، أي{[52569]} هذا النصر من فضل ربي ليختبرني أشكر أم أكفر ، ومن شكر{[52570]} فلنفسه{[52571]} يشكر ، لأن النفع إليه يرجع ، ومن كفر فإن ربي غني عنه ، ونفسه ظلم . كريم أي تفضل{[52572]} على من كفر ويرزقه .

قال مالك : كانت باليمن وكان سليمان بالشام .

وروى ابن وهب عن ابن لهيعة{[52573]} قال : بلغني أن الذي قال لسليمان{[52574]} { أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك }[ 41 ] أنه الخضر{[52575]} .

قال الأعمش : قال الذي عنده علم من الكتاب لا إله{[52576]} إلا أنت رب كل شيء إيتني به . قال : فإذا هو بين يديه .


[52548]:بعده في ز: "قال الذي عندهم علم من الكتاب أي من الكتاب".
[52549]:من "أي...من كتاب" سقط من ز.
[52550]:انظر: ابن جرير19/162، وانظر: التوجيه في ابن كثير 5/236، والدر19/361.
[52551]:ز: كلام.
[52552]:ز: أخرج.
[52553]:انظر: ابن جرير19/163، وابن كثير5/236، والدر19/361 وفيه "دعاء".
[52554]:ز: والله.
[52555]:ز: اللها.
[52556]:ز: لهم.
[52557]:انظر: الدر19/161، وفيه "تمليحا".
[52558]:انظر: ابن جرير 19/163، والدر19/360.
[52559]:"كان" سقطت من ز.
[52560]:ز: عليه السلام.
[52561]:ز: قيل.
[52562]:ز: قصر.
[52563]:ز: يمتد عينيك، وفي ابن جرير تمد. انظر: 19/164.
[52564]:"آتيك" سقطت من ز.
[52565]:ز: أمثله.
[52566]:ابن جرير19/164.
[52567]:ابن جرير19/164-165.
[52568]:ابن جرير: "بين يدي سليمان" انظر: 19/164-165.
[52569]:من "أي...ربي" سقط من ز.
[52570]:بعده في ز: فإنما يشكر.
[52571]:ز: لنفسه.
[52572]:ز: أن يتفضل.
[52573]:ز: "أبي لهيعة أنه" وهو تحريف لما أثبته.
[52574]:ز: سليمان.
[52575]:انظر: الدر19/360.
[52576]:ز: لا الله.