تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (81)

{ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين } ، على أن يعبدوا الله ، ويبلغوا الرسالة إلى قومهم ، ويدعوا الناس إلى دين الله عز وجل ، فبعث الله موسى ومعه التوراة إلى بني إسرائيل ، فكان موسى أول رسول بعث إلى بني إسرائيل ، وفي التوراة بيان أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، فأقروا به ، { لما } ، يعني للذي

{ آتيتكم } ، يعني بني إسرائيل { من كتاب } ، يعني التوراة ، { وحكمة } يعني ما فيها من الحلال والحرام ، { ثم جاءكم } يعني بني إسرائيل ،

{ رسول } يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، { مصدق لما معكم } ، يعني تصديق محمد صلى الله عليه وسلم لما معكم في التوراة ، { لتؤمنن به } ، يعني لتصدقن به إن بعث ، { ولتنصرنه } ، إذا خرج ، يقول عز وجل لهم : { قال أأقررتم } بمحمد في التوراة بتصديقه ونصره ، { وأخذتم على ذلكم إصري } ، يقول : وقبلتم على الإيمان بمحمد عهدي وميثاقي في التوراة ، { قالوا أقررنا } ، يقول الله : { قال فاشهدوا } على أنفسكم بالإقرار ، يقول الله عز وجل : { وأنا معكم } ، أي إقراركم بمحمد صلى الله عليه وسلم { من الشاهدين } .