جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (81)

{ وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين } : كل{[746]} نبي بعثه من لدن آدم ، { لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ } ، أي رسول كان واللام لتوطئة القسم ، وما شرطية ، وقوله : { لتُؤمنُنّ به ولتنصُرنّه } ، جواب القسم والشرط أو موصولة{[747]} أي : للذي آتيتكموه ، وقرئ بكسر اللام وحينئذ ما مصدرية أي : لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب ، ثم مجيء مصدق أخذ الله الميثاق لتؤمنن به أو المراد من النبيين أنبياء بني إسرائيل ، والمراد من رسول مصدق محمد عليه الصلاة والسلام ، أو النبيين عام كما تقدم ، لكن المراد من رسول محمد عليه الصلاة والسلام كما صح{[748]} عن علي ، وابن عباس رضي الله عنهم ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمننّ به ، ولينصرنه ، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمّته { قال أأقررتم } : بالإيمان والنصر ، { وأخذتم على ذلك إصري } : عهدي ، { قالوا أقررنا قال } : الله ، { فاشهدوا } : ليشهد بعضكم على بعض بالإقرار أو قال الله تعالى للملائكة : ( اشهدوا ) { وأنا معكم من الشاهدين } على إقراركم وتشاهدكم .


[746]:وإذا كان هذا حكم الأنبياء كان الأمم به أولى وقيل: إضافة الميثاق إلى النبيين إضافة إلى الفاعل أي أخذ الله الميثاق الذي وثقه الأنبياء على أممهم وقيل: المراد ما يعمهم والأمم لكن استغنى بذكرهم عن ذكر الأمم/12 منه.
[747]:الموصولة مبتدأ ولتؤمنن به ساد مسد جواب القسم وخبر المبتدأ، وقدرنا الضمير في آتيتكم لامتناع خلو الصلة عن العائد، وأما على تقدير الشرط فهي مفعوله/12 منه.
[748]:رواه عبد الرزاق عن ابن طاوس [في الأصل: ابن طاؤس] عن أبيه مثل قول علي، وابن عباس/12 منه.