تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (81)

الآية 81 وقوله تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتينكم من كتاب وحكمة } الآية ، قال مجاهد : ( هذا خطأ من الكاتب ، وهي في قراءة بن مسعود رضي الله عنه ميثاق الذين أوتوا الكتاب على ما ذكر في آية أخرى : { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب } [ آل عمران : 187 ] لأن الميثاق لا يؤخذ على النبيين أن يصدقوا ، لكنه يجوز ) . ثم اختلف فيه : قيل : ميثاق الأول من الأنبياء : ليصدقن بما جاء به الآخر منهم لو أدرك ، وقيل : أخذ الله ميثاقا على النبيين أن يصدق بعضهم بعضا ، وأن يبلغوا كتاب الله ورسالاته إلى قومهم ، ففعلوا ، ثم أخذوا مواثيق قومهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقوه ، وينصروه ، وقيل أخذ الله على النبيين ميثاقا على أن يبلغوا الرسالة إلى قومهم ، ويدعوا الناس إلى دين الله .

قال الكسائي فيه بوجهين :

( أحدهما : يقول : ميثاق الذين منهم النبيون ، وهم بنو إسرائيل ، وكل ميثاق ذكره الله تعالى في القرآن في أهل الكتاب فإنما يراد به بنو إسرائيل .

والثاني : ذكره كما ذكرنا من تصديق بعضهم بعضا وتبليغ كتب الله إلى قومهم ) .

وقوله تعالى : { ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم } أخذ عليهم الميثاق ليأخذوا على قومهم المواثيق : أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم إذا خرج ، وينصروه .

وقوله تعالى : { قال آقررتم } قال الله تعالى للأنبياء : { آقررتم وأخذتم على ذلكم إصري } قيل : هو عهدي . والإصر : قيل : هو العهد { قالوا أقررنا } بالعهد لنؤمنن ولننصرنه ، وإذ أخذنا على قومنا [ العهد ]{[4028]} ليؤمنن به ، ولينصرنه ، وقال الله تعالى : { فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين } يقول الله تعالى : وأنا على إقراركم بمحمد صلى الله عليه وسلم { من الشاهدين } وقيل : قال الله : فاشهدوا أني قد أخذت عليكم العهد { وأنا معكم من الشاهدين } أنكم قد أقررتم بالعهد .


[4028]:ساقطة من الأصل وم.