صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (81)

{ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين } أخذ الله الميثاق من النبيين أن يصدق بعضهم بعضا ، وأخذ العهد .

على كل نبي أن يؤمن بمن يأتي بعد من الأنبياء وينصره إن أدركه ، فإن لم يدركه يأمر قومه بنصرته إن أدركوه . فأخذ الميثاق من موسى أن يؤمن بعيسى ، ومن عيسى أن يؤمن بمحمد ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين . وإذا كان هذا حكم الأنبياء ، كانت الأمم بذلك أولى وأحرى . وأصل الميثاق : العقد المؤكد باليمين .

{ لما آتيناكم من كتاب وحكمة } اللام موطئة للقسم ، وما ( ما ) شرطية في موضع النصب بآتيت ، والمفعول الثاني ضمير المخاطب ، و( من ) بيان ل ( ما ) ، وقوله ( لتؤمنن ) جواب القسم ، وهو دليل جواب الشرط .

{ وأخذتم على ذلكم إصري } قبلتم عهدي . والإصر : العهد . وأصله من الإصار ، وهو الطنب والأوتاد التي يشد بها البيت ، وأطلق على العهد إصر لأنه مما يؤصر ، أي يشد ويعقد .