تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَـٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا} (13)

{ وإذ قالت طائفة منهم } من المنافقين من بني سالم { يا أهل يثرب لا مقام لكم }

لا مساكن لكم { فارجعوا } إلى المدينة خوفا ورعبا من الجهد والقتال في الخندق ، يقول ذلك المنافقون بعضهم لبعض ، ثم قال :{ ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة } يعني خالية طائعة هذا قول بني حارثة بن الحارث ، وبني سلمة بن جشم ، وهما من الأنصار وذلك أن بيوتهم كانت في ناحية من المدينة ، فقالوا : بيوتنا ضائعة نخشى عليها السراق ، يقول الله تعالى :{ وما هي بعورة } يعني بضائعة { إن } يعني ما { يريدون إلا فرارا } آية من القتل نزلت في قبيلتين من الأنصار بني حارثة وبني سلمة بن جشم ، وهموا أن يتركوا أماكنهم في الخندق ففيهم يقول الله تعالى :{ إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون } [ آل عمران :122 ] ، قالوا : بعدما نزلت هذه الآية ما يسرنا أنا لم نهم بالذي هممنا إذ كان الله ولينا .