تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيهَآ أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّـٰرِبِينَ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ عَسَلٖ مُّصَفّٗىۖ وَلَهُمۡ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَمَغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡۖ كَمَنۡ هُوَ خَٰلِدٞ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمٗا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ} (15)

ثم قال :{ مثل الجنة التي وعد المتقون } الشرك ، يقول : شبة الجنة في الفضل ، والخير كشبة النار في الشدة وألوان العذاب ، ثم ذكر ما أعد لأهل الجنة من الشراب ، وما أعد لأهل النار في الشدة وألوان العذاب ، ثم ذكر ما أعد لأهل الجنة من الشراب ، وما أعد لأهل النار من الشراب .

فقال :{ فيها } يعني في الجنة { أنهار من ماء غير أسن } يقول : لا يتغير كما يتغير ماء أهل الدنيا فينتن { وأنهار من لبن لم يتغير طعمه } كما يتغير لبن أهل الدنيا عن حاله الأولى فيمخض { وأنهار من خمر لذة للشاربين } لا يصدون عنها ، ولا يسكرون كخمر الدنيا تجري لذة للشاربين { وأنهار من عسل مصفى } ليس فيها عكر ، ولا كدر كعسل أهل الدنيا ، فهذه الأنهار الأربعة تفجر من الكوثر إلى سائر أهل الجنة .

قوله :{ ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة } لذنوبهم { من ربهم } فهذا للمتقين الشرك في الآخرة ، ثم ذكر مستقر الكفار ، فقال :{ كمن هو خالد في النار } يعني أبا جهل بن هشام ، وأبا حذيفة المخزوميين وأصحابهما في النار { وسقوا ماء حميما } يعني شديد الحر الذي قد انتهى حره تستعر عليهم جهنم ، فهي تغلي منذ خلقت السماوات والأرض { فقطع } الماء { أمعاءهم } آية في الخوف من شدة الحر .