قوله تعالى : { مَّثَلُ الجنة } يعني : صفة الجنة { التي وُعِدَ المتقون } الذين يتقون الشرك ، والفواحش ، { فِيهَا أَنْهَارٌ مّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ } قرأ ابن كثير : { مّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ } بغير مد . والباقون : بالمد ، ومعناهما واحد . يعني : ماء غير منتن ، ولا متغير الطعم والريح . { وَأَنْهَارٌ مّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } إلى الحموضة كما يتغير لبن أهل الدنيا من الحالة الأولى . { وأنهار مّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ للشاربين } يعني : لذيذة . ويقال : { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ } [ الواقعة : 19 ] . { وأنهار مّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى } ليس فيها العكر ، ولا الكدرة ، ولا الدردي ، كعسل أهل الدنيا . قال مقاتل : هذه الأنهار الأربعة تتفجر من الكوثر ، إلى أهل الجنة . ويقال : من تحت شجرة طوبى إلى أهل الجنة .
{ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثمرات } يعني : من ألوان الثمرات { وَمَغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ } لذنوبهم في الآخرة . ويقال : في الدنيا . { كَمَنْ هُوَ خالد في النار } يعني : هل يكون حال من هو في هذه النعم ، كمن هو في النار أبداً . { وَسُقُواْ مَاء حَمِيماً } أي : حاراً قد انتهى حره { فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ } من شدة الحر ، فذابت أمعاؤهم ، كقوله تعالى : { يُصْهَرُ بِهِ مَا في بُطُونِهِمْ والجلود } [ الحج : 20 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.