ثم قال : { مثل الجنة التي وعد المتقون } [ 16 ] أي : صفة الجنة التي وعدها الله ] {[63468]} من أتقى معاصيه وعمل بطاعته .
{ فيها أنهار من ماء {[63469]} غير آسن } أي : غير متغير الريح ولا عكر {[63470]} ، وفيها : { وأنهار من لبن لم يتغير طعمه } .
أي : لم يحمض لطول مقامه {[63471]} ، ولا راب ولا غيرته الأيدي {[63472]} بالحلب من الضروع ، بل هو كوثر {[63473]} .
وفيها : { وأنهار من خمر لذة للشاربين } .
لا يحيل عقولهم ، ولا تلحقهم منه كراهة ، ولا صداع ، كما تفعل خمر الدنيا التي تحيل {[63474]} العقول وتكره {[63475]} شاربها ويعبس {[63476]} بعد شرابها ، ويعرض لهنها الصداع والقيء .
وفيها : { وأنهار من عسل مصفى } .
أي : {[63477]} لا غير فيه ولا ندى فيه ، ولا شيء يخالطه ، كما يكون في عسل الدنيا .
ثم قال : { ولهم فيها من كل الثمرات } .
أي : من كل ما اشتهت أنفسهم من الثمرات ، قال كعب : أربعة أنهار من الجنة وضعها {[63478]} الله في الدنيا . فالنيل : نهر العسل في الجنة ، والفرات : نهر الخمر في الجنة ، وسيحان : نهر الماء في الجنة ، وجيحان : نهر اللبن في الجنة {[63479]} .
وقال كعب أيضا : النيل في الآخرة عسل أغور {[63480]} ما يكون من الأنهار التي سماها {[63481]} الله عز وجل ، ودجلة في الآخرة لبن أغزر ما يكون من الأنهار التي سمى الله عز وجل ، والفرات في الآخرة خمر أغزر ما يكون من الأنهار التي سمى الله عز وجل ، وسيحان {[63482]} ماء أغزر ما يكون من الأنهار التي سمى الله عز و جل .
ثم قال : { ومغفرة من ربهم } أي : لهم مغفرة ؛ أي : ستر على ذنوبهم ، وعفو من الله عليها {[63483]} فلا يجازيهم بها ، والتقدير عند سيبويه : وفيها يتلى عليكم مثل الجنة ، وفيها يقص عليكم مثل الجنة {[63484]} .
وقال يونس {[63485]} ( و ) {[63486]} النضر بن {[63487]} شميل والفراء : " مثل " بمعنى صفة {[63488]} ومثله وقد تقدم ذكره : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد } {[63489]} وهذه الآية هي تفسير لقوله : { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار } {[63490]} من أي شيء هي ، فذكر أنها {[63491]} من ماء ومن لبن ومن عسل {[63492]} ومن خمر .
ويروى أن الماء هو غير آسن هو من تسنيم ل تمسه يد [ مجيء {[63493]} ] حتى يدخل في فيه .
ثم قال : { كمن هو خالد في النار } .
أي : ماكث أبدا في جهنم ، أي : هل يستوي من هو في هذه الجنات والأنهار التي تقدم وصفها مع من هو ماكث في نار جهنم .
ثم قال : { وسقوا ماء حميما } أي : وسقي هؤلاء الذين في النار ماء قد أنتهى حره . { فقطع {[63494]} أمعاءهم } .
روى {[63495]} عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في قوله : { ويسقى من ماء صديد } {[63496]} قال : " يقرب إليه فيتكرهه {[63497]} فإذا أدني منه شوى وجهه ، ووقعت فروة رأسه ، فإذا {[63498]} شربه قطع {[63499]} أمعاءه حتى يخرج من دبره " {[63500]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.