معاني القرآن للفراء - الفراء  
{مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيهَآ أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّـٰرِبِينَ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ عَسَلٖ مُّصَفّٗىۖ وَلَهُمۡ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَمَغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡۖ كَمَنۡ هُوَ خَٰلِدٞ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمٗا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ} (15)

وقوله : { مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ } .

[ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال : ] حدثنا الفراء قال : أخبرني حبّان بن على عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال :

مثل الجنة ، أمثال الجنة ، صفات الجنة . قال ابن عباس : وكذلك قرأها علي بن أبي طالب : أمثال .

وقوله : { مِّن ماء غَيْرِ آسِنٍ } .

غير متغير ، غير آجن .

وقوله : { وَأَنْهارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } لم يخرج من ضروع الإِبل ولا الغنم برغوته .

وقوله : { وَأَنْهارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } .

اللذة مخفوضة ، وهي الخمر بعينها ، وإن شئت جعلتها تابعة للأَنهار ، وأنهارٌ لذةٌ ، وإن شئت نصبتها على يتلذذ بها لذة ، كما تقول : هذا لك هبةً وشبهه ، ثم قال : { كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ } لم يقل : أمَن كان في هذا كَمَن هو خالد في النار ؟ ولكنه فيه ذلك المعنى فَبُني عليه .