تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا} (12)

{ بل } منعكم من السير أنكم { ظننتم أن لن ينقلب الرسول } يقول : أن لن يرجع الرسول { والمؤمنون } من الحديبية { إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء } فبئس ما ظنوا ظن السوء حين زين لهم في قلوبهم وأيأسهم أن محمدا وأصحابه لا يرجعون أبدا .

نظيرها في الأحزاب :{ وتظنون بالله الظنون } [ الأحزاب :10 ] يعني الإياسة من النصير ، فقال الله تعالى { وكنتم قوما بورا } آية يعني هلكي بلغة عمان ، مثل قوله :{ وأحلوا قومهم دار البوار } [ إبراهيم :28 ] ، أي دار الهلاك ، ومثل قوله :{ تجارة لن تبور } [ فاطر :29 ] يعني لن تهلك .