تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (67)

قوله سبحانه : { يا أيها الرسول بلغ } ، يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، { ما أنزل إليك من ربك } ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا اليهود إلى الإسلام ، فأكثر الدعاء ، فجعلوا يستهزئون ويقولون : أتريد يا محمد أن تتخذك حنانا كما اتخذت النصارى عيسى ابن مريم حنانا ؟ فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، سكت عنهم ، فحرض الله ، يعني فحضض الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء إلى الله عز وجل ، وألا يمنعه ذلك تكذيبهم إياه واستهزاؤهم ، فقال : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } { وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } ، يعني من اليهود ، فلا تقتل ، { إن الله لا يهدي القوم الكافرين } ، يعني اليهود ، فلما نزلت هذه الآية ، أمن النبي صلى الله عليه وسلم من القتل والخوف ، فقال : "لا أبالي من خذلني ومن نصرني" ، وذلك أنه كان يخشى أن تغتاله اليهود فتقتله .