تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُواْ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةٞ مُّقۡتَصِدَةٞۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ سَآءَ مَا يَعۡمَلُونَ} (66)

{ ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل } ، فعملوا بما فيهما من أمر الرجم والزنا وغيره ، ولم يحرفوه عن مواضعه في التوراة التي أنزلها الله عز وجل ، فأما في الإنجيل ، فنعت محمد صلى الله عليه وسلم ، وأما في التوراة ، فنعت محمد صلى الله عليه وسلم ، والرجم والدماء وغيرها ، ولم يحرفوها عن مواضعها ، { و } أقاموا ب { وما أنزل إليهم من ربهم } في التوراة والإنجيل من نعت محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن إيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يحرفوا نعته ، { لأكلوا من فوقهم } ، يعني المطر ، { ومن تحت أرجلهم } ، يعني من الأرض : النبات ، ثم قال عز وجل : { منهم أمة مقتصدة } ، يعني عصبة عادلة في قولها من مؤمني أهل التوراة والإنجيل ، فأما أهل التوراة ، فعبد الله بن سلام وأصحابه ، وأما أهل الإنجيل ، فالذين كانوا على دين عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، وهم اثنان وثلاثون رجلا ، ثم قال سبحانه : { وكثير منهم } ، يعني من أهل الكتاب ، يعني كفارهم ، { ساء ما يعملون } ، يعني بئس ما كانوا يعملون .