تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (6)

{ يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا } ، يعني إن أصابتكم جنابة ، { فاطهروا } ، يعني فاغتسلوا ، { وإن كنتم مرضى } ، نزلت في عبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنه ، أو أصابكم جراحة ، أو جدري ، أو كان بكم قروح وأنتم مقيمون في الأهل ، فخشيتم الضرر والهلاك ، فتيمموا الصعيد ضربة للوجه وضربة للكفين ، { أو } إن كنتم { على سفر } ، نزلت في عائشة ، رضي الله عنها ، حين أسقطت قلادتها وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة بني أنمار ، وهم حي من قيس عيلان .

{ أو جاء أحد منكم من الغائط } في السفر { أو لامستم النساء } ، يعني جامعتم النساء في السفر ، { فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه } ، يعني من الصعيد ضربتين ، ضربة للوجه وضربة لليدين إلى الكرسوع ، ولم

يؤمروا بمسح الرأس في التيمم ، { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج } ، يعني ضيق في أمر دينكم ، إذ رخص لكم في التيمم ، { ولكن يريد ليطهركم } في أمر دينكم من الأحداث والجنابة ، { وليتم نعمته عليكم } ، يعني إذ رخص لكم في التيمم في السفر ، والجراح في الحضر ، { لعلكم تشكرون } رب هذه النعم فتوحدونه ، فلما نزلت الرخصة ، قال أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، لعائشة ، رضوان الله عليها : والله ما علمتك إلا مباركة .