تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَنَٰجَيۡتُمۡ فَلَا تَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ} (9)

{ يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم } يعني الذين أقروا باللسان ، وهم المنافقون منهم عبد الله بن أبي ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وغيرهم ، كان نجواهم أنهم كانوا يخبرون عن سرايا النبي صلى الله عليه وسلم ما يشق على من أقام من المؤمنين ، وبلغنا أن ذلك كان في سرية جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة ، قتلوا يوم مؤتة ، ولعل حميم أحدهم في السرية ، فإذا رأوه تناجوا بينهم فيظن المسلم أن حميمه قد قتل فيحزن ، لذلك ، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى { فلا تتناجوا بالإثم والعدوان } يعني المعصية والظلم { ومعصيت الرسول } لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان نهاهم عن ذلك ، ثم قال { وتناجوا بالبر والتقوى } يعني الطاعة ، وترك المعصية ، ثم خوفهم فقال :{ واتقوا الله الذي إليه تحشرون } آية بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم .