فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَنَٰجَيۡتُمۡ فَلَا تَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ} (9)

{ يأيها الذين ءامَنُواْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تتناجوا بالإثم والعدوان وَمَعْصِيَةِ الرسول } لما فرغ سبحانه عن نهي اليهود والمنافقين عن النجوى أرشد المؤمنين إذا تناجوا فيما بينهم أن لا يتناجوا بما فيه إثم وعدوان ومعصية لرسول الله ، كما يفعله اليهود والمنافقون . ثم بيّن لهم ما يتناجون به في أنديتهم وخلواتهم ، فقال : { وتناجوا بالبر والتقوى } أي بالطاعة وترك المعصية ، وقيل : الخطاب للمنافقين ، والمعنى : يأيها الذين آمنوا ظاهراً أو بزعمهم ؛ واختار هذا الزجاج . وقيل : الخطاب لليهود ، والمعنى : يأيها الذين آمنوا بموسى ، والأوّل أولى ، ثم خوفهم سبحانه ، فقال : { واتقوا الله الذي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } فيجزيكم بأعمالكم .

/خ10