تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَٰجَيۡتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَةٗۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ لَّكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ فَإِن لَّمۡ تَجِدُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (12)

{ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول } يعني النبي صلى الله عليه وسلم { فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } يعني الصدقة ،{ ذلك خير لكم } من إمساكه { وأطهر } لذنوبكم ؛ نزلت في الأغنياء { فإن لم تجدوا } الصدقة على الفقراء { فإن الله غفور رحيم } آية لمن لا يجد الصدقة ، وذلك أن الأغنياء كانوا يكثرون مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم ويغلبون الفقراء على مجالس النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره طول مجالستهم وكثرة نجواهم ، فلما أمرهم بالصدقة عند المناجاة انتهوا عند ذلك ، وقدرت الفقراء على كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومجالسته ولم يقدم أحد من أهل الميسرة بصدقة غير علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قدم دينارا ، وكلم النبي صلى الله عليه وسلم عشر كلمات فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى أنزل الله تعالى : { أأشفقتم }