{ يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول } لما فرغ سبحانه عن نهي اليهود والمنافقين عن النجوى ، أرشد المؤمنين إذا تناجوا فيما بينهم أن لا يتناجوا بما فيه إثم وعدوان ومعصية لرسول الله ، كما يفعله اليهود والمنافقون ، وقيل : الخطاب للمنافقين ، والمعنى :يا أيها الذين آمنوا ظاهرا أو بزعمهم ، واختار هذا الزجاج ، وقيل : الخطاب لليهود يا أيها الذين آمنوا بموسى ، والأول أولى ، قال ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا بعث سرية وأغزاها إلتقى المنافقون فأنغضوا رؤوسهم إلى المسلمين ويقولون قتل القوم ، وإذا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تناجوا وأظهروا الحزن ، فبلغ ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ومن المسلمين ، فأنزل الله هذه الآية : وأخرجه البخاري ومسلم وغيرهما : " عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه " ( {[1568]} ) ، وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه :
" عن أبي سعيد قال : كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يطرقه أمر أو يأمر بشيء ، فكثر أهل النوب والمحتسبون ليلة ، حتى إذا كنا أنداء نتحدث ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الليل فقال : ما هذه النجوى ؟ ألم تنهوا عن النجوى ؟ قلنا : إنا كنا يا رسول الله في ذكر المسيح ، فرقا منه ، فقال : ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منه ؟ قلنا : بلى يا رسول الله قال : الشرك الخفي أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل " . قال ابن كثير : هذا إسناد غريب ، وفيه بعض الضعفاء ، ثم بين لهم ما يتناجون به في أنديتهم وخلواتهم فقال :
{ وتناجوا بالبر والتقوى } أي بالطاعة وترك المعصية ، ثم خوفهم سبحانه فقال { واتقوا الله الذي إليه تحشرون } فيجزيكم بأعمالكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.