بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَنَٰجَيۡتُمۡ فَلَا تَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ} (9)

قوله تعالى :{ يا أيها الذين آمَنُواْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ } قال مقاتل :{ يا أيها الذين آمَنُواْ } باللسان دون القلب{ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ } فيما بينكم ، { فَلاَ تتناجوا بالإثم والعدوان } ؛وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث سرية ، كان المنافقون يتناجون فيما بينهم ليحزنوا المؤمنين ، وهذا الخطاب للمخلصين في قول بعضهم ، لأن الله تعالى أمرهم أن لا يتناجوا بالإثم والعدوان ، كفعل المنافقين يعني : بالعداوة والظلم { ومعصية الرسول } يعني : خلاف أمر الرسول أي : لا تخالفوا أمره{ وتناجوا بالبر والتقوى } يعني : بالذي أمركم الله تعالى به ، بالطاعة والتقى يعني : ترك المعصية .

ثم خوفهم فقال : { واتقوا الله } يعني : اخشوا الله ، فلا تتناجوا بمثل ما تتناجى اليهود والمنافقون . { الذي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } بعد الموت فيجازيكم بأعمالكم .