السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَنَٰجَيۡتُمۡ فَلَا تَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ} (9)

{ يا أيها الذين آمنوا } أي : ادعوا أنهم أوجدوا هذه الحقيقة { إذا تناجيتم } أي : اطلع كل منكم الكلام من نفسه فرفعه وكشفه لصاحبه سرّاً { فلا تتناجوا } أي : توجدوا هذه الحقيقة { بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول } أي : الكامل في الرسالة كفعل المنافقين واليهود ، وقال مقاتل : أراد تعالى بقوله :{ آمنوا } المنافقين آمنوا بلسانهم ، وقال عطاء : يريد الذين آمنوا بزعمهم ، وقيل : يا أيها الذين آمنوا بموسى{ وتناجوا بالبرّ والتقوى } أي : الطاعة والعفاف عما نهى الله تعالى عنه{ واتقوا الله } أي : اقصدوا قصداً يتبعه العمل بأن تجعلوا بينكم وبين سخط الملك الأعظم وقاية ، { الذي إليه } خاصة { تحشرون } أي : تجمعون بأيسر أمر وأسهله بقهر وكره وهو يوم القيامة ، فيتجلى فيه سبحانه للحكم بين الخلق والإنصاف بينهم بالعدل ومحاسبتهم على النقير والقطمير ، لا تخفى عليه خافية ولا تقي منه واقية .