تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّا بَلَوۡنَٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِينَ} (17)

ثم رجع في التقديم ، فقال :{ إنا بلوناهم } يقول : إنا ابتليناهم ، يعني أهل مكة بالجوع { كما بلونا } يقول : كما ابتلينا { أصحاب الجنة } بالجوع حين هلكت جنتهم ، كان فيها نخل وزرع وأعناب ، ورثوها عن آبائهم ، واسم الجنة الصريم ، وهذا مثل ضربه الله تعالى لأهل مكة ليعتبروا عن دينهم ، وكانت جنتهم دون صنعاء اليمن بفرسخين ، وكانوا مسلمين ، وهذا بعد عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، وكان آباؤهم صالحين ، يجعلون للمساكين من الثمار والزرع والنخل ما أخطأ الرجل ، فلم يره حين يصرمه ، وما أخطأ المنجل ، وما ذرته الريح ، وما بقي في الأرض من الطعام حين يرفع ، وكان هذا شيئا كثيرا ، فقال القوم : كثرت العيال ، وهذا طعام كثير ، أغدوا سرا جنتكم فاصرموها ، ولا تؤذنوا المساكين ، كان آباؤهم يخبرون المساكين فيجتمعون عند صرام جنتهم ، وعند الحصاد .

{ إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين } آية ، ليصرمنها إذا أصبحوا