محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّا بَلَوۡنَٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِينَ} (17)

{ إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة } أي بلونا مشركي مكة ، فاختبرنا بهذا التنزيل الحكيم ، هل يشكرون نعمته فيحيوا حياة طيبة ، أو يصرون على تكذيبه ، فلا تكون عاقبتهم إلا كعاقبة أهل الجنة في امتحانهم الآتي ، ثم دمارهم .

وقيل معناه أصبناهم ببلية ، وهي القحط ، والجوع ، بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم { كما بلونا أصحاب الجنة } وهم قوم من أهل الكتاب على ما روي عن ابن عباس ، أو ناس من الحبشة في قول عكرمة ، أي كتابيون فيتفق مع ما قبله ، وليس من ضرورة الاعتبار بالمثل والعظة به تعيين أهله لولا محبة المأثور { إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين } أي ليقطعن ثمارها مبكرين بحيث لا يعلم مسكين بذلك .