بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّا بَلَوۡنَٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِينَ} (17)

ثم قال : { إِنَّا بلوناهم } يعني : اختبرنا أهل مكة بترك الاستثناء ؛ ويقال : ابتليناهم بالجوع والشدة . ثم قال : { كَمَا بَلَوْنَا أصحاب الجنة } يعني : أهل ضيروان ، وهي قبيلة باليمن . وروى أسباط ، عن السدي قال : كان قوم باليمن وكان أبوهم رجلاً صالحاً ، وكان إذا بلغ ثماره فأتاه المساكين ، فلم يمنعهم من دخولها ، وأن يأكلوا منها ، وأن يتزودوا فيها . فلما مات أبوهم ، قال بنوه بعضهم لبعض : على ما نعطي أموالنا هؤلاء المساكين ؟ فقالوا : فلندع من يصرمها قبل أن يعلم المساكين . ولم يستثنوا فانطلقوا وهم يتخافتون ، ويقول بعضهم لبعض خفياً : أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين فذلك قوله : { إِذْ أَقْسَمُواْ } يعني : حلفوا فيما بينهم . { لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } يعني : ليُجدنَّها وقت الصبح ، أي : ليقطعنها قبل أن يخرج المساكين .