تفسير الأعقم - الأعقم  
{إِنَّا بَلَوۡنَٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِينَ} (17)

{ إنَّا بلوناهم } يعني أهل مكة بالقحط والجوع بدعوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين قال : " اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف " فقحطوا ، وقيل : بلوناهم أي تعبدناهم بالشكر على نعمنا عليهم ، ونهيناهم عن الكفر ، فوضع الابتلاء موضع الأمر والنهي ، وقيل : جميع الكفار أمرناهم بالتعبد { كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين } البستان قيل : كان على فرسخين من صنعاء ، وكان غرسه أهل الصلاة ، وكان صاحب البستان يصرف حقوق الفقراء إليهم وقت الصرام ، فمات فورثه ثلاثة بنين فقالوا : المال قليل والعيال كثير ، فلا نستطيع أن ندفع إلى الفقراء شيئاً ، فتواعدوا يوماً للصرام ولم يستثنوا ، فلما أتوها رأوها مسودة ، وقيل : كانت لشيخ يطعم منها المساكين ، فلما مات قال بنوه : لا يدخلها اليوم عليكم مسكين شحّاً على الثمرة ، وقوله : { إذ أقسموا } أي تحالفوا بينهم { ليصرمُنّها } أي يقطعون ثمرها { مصبحين } أي وقت الصباح ، قبل علم الناس .