الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّا بَلَوۡنَٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِينَ} (17)

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من مات همازاً لمازاً ملقباً للناس كان علامته يوم القيامة أن يسمه الله على الخرطوم من كلا الشدقين » .

قوله : تعالى : { إنا بلوناهم } الآيات .

أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة } قال : هؤلاء ناس قص الله عليكم حديثهم ، وبيّن لكم أمرهم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج أن أبا جهل قال يوم بدر : خذوهم أخذاً فاربطوهم في الحبال ، ولا تقتلوا منهم أحداً فنزل { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة } يقول : في قدرتهم عليهم كما اقتدر أصحاب الجنة على الجنة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { كما بلونا أصحاب الجنة } قال : كانوا من أهل الكتاب .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { كما بلونا أصحاب الجنة } قال : هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة ، وكان يطعم منها السائلين ، فمات أبوهم فقال بنوه : إن كان أبونا لأحمق يطعم المساكين ، فأقسموا ليصرمنّها مصبحين وأن لا يطعموا مسكيناً .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال : كانت الجنة لشيخ من بني إسرائيل ، وكان يمسك قوت سنته ، ويتصدق بالفضل ، وكان بنوه ينهونه عن الصدقة ، فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين { وغدوا على حرد قادرين } يقول : على جد من أمرهم .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله : { كما بلونا أصحاب الجنة } قال : هي أرض باليمن يقال لها الضروان ، وإن بينها وبين صنعاء ستة أميال .