تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (63)

وذلك أن قوم نوح لم يسمعوا بقوم قط عذبوا ، وقد سمعت الأمم بعدهم بنزول العذاب على قوم نوح ، ألا ترى أن هودا قال لقومه : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح } ( الأعراف : 69 ) ، وقال صالح لقومه : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد } هلاك { عاد } ( الأعراف : 74 ) ، وحذر شعيب قومه ، فقال : { أن يصيبكم } من العذاب { مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد } ( هود : 89 ) فمن ثم قال نوح لقومه : أعلم ما لا تعلمون .

فقال بعضهم لبعض ، الكبراء للضعفاء : ما هذا إلا بشر مثلكم ، أفتتبعونه ؟ فرد عليهم نوح : { أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم } ، يعني بيان من ربكم ، { على رجل منكم } ، يعني نفسه ، { لينذركم } العذاب في الدنيا ، { ولتتقوا } الشرك وتوحدوا ربكم ، { ولعلكم } ، يعني لكي { ترحمون } ، فلا تعذبوا .