الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (63)

قوله تعالى : { أَن جَآءَكُمْ } : أي مِنْ أَنْ جاءكم ، فلمَّا حَذَفَ الحرف جرى الخلاف المشهور . وقد تقدَّم الخلافُ في هذه الهمزة السابقة على الواو . وقدَّر الزمخشري على قاعدتِه معطوفاً عليه محذوفاً/ تقديرُه : أكذَّبتم وعَجِبْتم . و " مِنْ ربكم " صفةٌ لذِكْر . وقوله " على رجل " يجوز أن يكونَ على حذفِ مضافٍ أي : على لسان رجل . وقيل " على " بمعنى مع أي : مع رجل فلا حذف ، وقيل : لا حاجة إلى حَذْفٍ ولا إلى تضمينِ حرفٍ لأنَّ المعنى : أُنزل إليكم ذِكْرٌ على رجل ، وهذا أَوْلَى ، لأن التضمينَ في الأفعال أحسنُ منه في الحروف لقوتها وضعف الحروف .