بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (63)

فقالت الكبراء للضعفاء لا تتبعوه فإن هذا بشر مثلكم فأجابهم نوح فقال : { أَوَ عَجِبْتُمْ أنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ } يعني : ينزل الكتاب والرسالة على رجل منكم تعرفون حسبه ونسبه { لينذركم } بالنار { ولتتقوا } الشرك .

قال بعضهم : «هذه الواو صلة وهو زيادة في الكلام . ومعناه { لينذركم } لكي تتقوا . وقال بعضهم هذه واو العطف أي : جاءكم رسول لكي ينذركم .

{ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } يعني : لكي تنجوا من العذاب . قرأ أبو عمرو { أبلغكم } بجزم الباء والتخفيف . وقرأ الباقون { أُبَلّغكم } بالتشديد فيكون فيه معنى المبالغة .