{ أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ من رَبّكُمْ } جوابٌ ورد لمّا اكتُفيَ عن ذكره بقولهم : { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضلال مُّبِينٍ } [ الأعراف ، الآية 60 ] من قولهم : { مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مثلَنا } [ هود ، الآية 27 ] وقولِهم : { لَوْ شَاء الله لأنزَلَ ملائكة } [ المؤمنون ، الآية 24 ] والهمزةُ للإنكار والواوُ للعطف على مقدر ينسحب عليه الكلامُ كأنه قيل : استبعدتم وعجِبتم من أن جاءكم ذكرٌ أي وحيٌ أو موعظةٌ من مالك أموركم ومربّيكم { على رَجُلٍ منكُمْ } أي على لسان رجلٍ من جنسكم كقوله تعالى : { مَا وعدتنا على رسلك } [ آل عمران ، 194 ] وقلتم لأجل ذلك ما قلتم من أن الله تعالى لو شاء لأنزل ملائكة { لِيُنذِرَكُمْ } علةٌ للمجيء أي ليحذرَكم عاقبةَ الكفر والمعاصي { وَلِتَتَّقُوا } عطفٌ على العلة الأولى مترتبةٌ عليها { وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } عطف على العلة الثانية مترتبةٌ عليها ، أي ولتتعلق بكم الرحمةُ بسبب تقواكم . وفائدةُ حرفِ الترجّي التنبيه على عزة المطلبِ وأن التقوى غيرُ موجبةٍ للرحمة بل هي منوطةٌ بفضل الله تعالى وأن المتقيَ ينبغي أن لا يعتمد على تقواه ولا يأمنَ عذابَ الله عز وجل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.