تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ} (65)

{ ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب } ، وذلك حين انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من غزاة تبوك إلى المدينة ، وبين يديه هؤلاء النفر الأربعة يسيرون ، ويقولون : إن محمدا يقول إنه نزل في إخواننا الذين تخلفوا في المدينة كذا وكذا ، وهم يضحكون ويستهزءون ، فأتاه جبريل ، فأخبره بقولهم ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمارا أنهم يستهزءون ويضحكون من كتاب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وإنك إذا سألتهم ليقولن لك : { إنما كنا نخوض ونلعب } فيما يخوض في الركب إذا ساروا ، قال : فأدركهم قبل أن يحترقوا فأدركهم ، فقال : ما تقولون ؟ قالوا : فيما يخوض فيه الركب إذا ساروا ، قال عمار : صدق الله ورسوله ، وبلغ الرسول ، عليه السلام ، عليكم غضب الله ، هلكتم أهلككم الله .

ثم انصرف إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء القوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه ، فقال المخش : كنت أسايرهم والذي أنزل عليك الكتاب ما تكلمت بشيء مما قالوا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم ينههم عن شيء مما قالوا ، وقبل العذر ، فأنزل الله عز وجل : { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب } يعنى ونتلهى ، { قل } يا محمد : { أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون } [ آية :65 ] استهزءوا بالله لأنهما من الله عز وجل .