فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ} (65)

قوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } أي : لئن سألتهم عما قالوه من الطعن في الدين ، وثلب المؤمنين بعد أن يبلغ إليك ذلك ، ويطلعك الله عليه ، ليقولنّ إنما كنا نخوض ونلعب ، ولم نكن في شيء من أمرك ولا أمر المؤمنين . ثم أمره الله أن يجيب عنهم فقال : { قُلْ أبالله وآياته وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئونَ } والاستفهام : للتقريع والتوبيخ ، وأثبت وقوع ذلك منهم ، ولم يعبأ بإنكارهم ، لأنهم كانوا كاذبين في الإنكار ، بل جعلهم كالمعترفين بوقوع ذلك منهم حيث جعل المستهزأ به ، والباء لحرف النفي ، فإن ذلك إنما يكون بعد وقوع الاستهزاء وثبوته .

/خ66