الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ} (65)

وقوله سبحانه : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } [ التوبة : 65 ] .

نَزلَتْ على ما ذكر جماعةٌ من المفسِّرين في وديعةَ بْنِ ثابِتٍ ؛ وذلك أنه مع قَوْمٍ من المنافقين كانوا يَسِيرُونَ في غزوة تَبُوكَ ، فقال بعضهم : هذا يريدُ أن يَفْتَحَ قُصُور الشام ، ويأخذ حصون بني الأصْفَرِ ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ! فوقَفهم رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على ذلك ، وقال لهم : قلتم كذا وكذا ، فقالوا : إِنما كنا نخُوضُ وَنَلْعَب ، وذكر الطبريُّ عن عبد اللَّه بن عمر ؛ أنه قَالَ : رَأَيْتُ قائل هذه المقالة «وديعةَ » متعلِّقاً بحقب نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يماشيها ، والحجارةُ تَنْكُبُه ، وهو يقول : إِنما كنا نخوض ونَلُعَب ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقوله : ( أبالله وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ ) ،