الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ} (65)

قوله : { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب } ، إلى قوله : { مجرمين }[ 65-66 ] .

المعنى : ولئن سألتهم ، يا محمد ، عما قالوه من الباطل ، ليقولون : إنما قلنا ذلك لعبا وخوضا وهزؤا ، { قل } ، يا محمد ، لهم : { آبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون }[ 65 ] ، هذا توبيخ وتقريع لهم{[29181]} .

قال الفراء : أنزلت في ثلاثة نفر ، استهزأ رجلان منهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، و/القرآن ، وضحك إليهما الثالث ، فنزلت : { إن يعف عن طائفة منكم } ، يعني : الضاحك ، { تعذب طائفة } ، يعني{[29182]} المستهزئين{[29183]} . ف " الطائفة " تقع للواحد والاثنين{[29184]} .

وذكر أبو الحسن{[29185]} الدَّارَقُطِني في كتاب{[29186]} الرواة عن مالك أن إسماعيل{[29187]} بن داود المخراقي{[29188]} روى{[29189]} عن مالك عن نافع عن عمر ، أنه قال : رأيت عبد الله بن أبي يشتد قدام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحاجرة تنكيه وهو يقول : يا محمد ، إنما كنا نخوض ونلعب ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : { آبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون }{[29190]} .


[29181]:جامع البيان 14/332، بتصرف.
[29182]:في "ر": يعني الاثنين، يعني، وفي الأصل: فوق كلمة الاثنين خط.
[29183]:في الأصل: المستزئين، وهو سهو ناسخ.
[29184]:معاني القرآن 1/445، بتصرف يسير، انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/459، 460، وزاد المسير 3/464، وما بعدها، والدر المنثور 4/231.
[29185]:هو: علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي، شيخ الإسلام، الحافظ المشهور، صاحب السنن، توفي 385هـ انظر: تذكرة الحفاظ 3/991-995. الدارقطني: بفتح الدال، وسكون الألف، وفتح الراء، وضم القاف، وسكون الطاء المهملة، وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى دار قطن، وكانت محلة كبيرة ببغداد، ينسب إليها: الإمام أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، الباب في تهذيب الأنساب 1/483.
[29186]:في الأصل: كتب.
[29187]:هو: إسماعيل بن داود بن عبد الله بن مخراق المديني المخراقي، يروي عن مالك بن أنس....وكان ضعيفا. اللباب في تهذيب الأنساب 3/178.
[29188]:بكسر الميم، وسكون الخاء، وفتح الراء، وبعد الألف قاف، هذه النسبة إلى مخراق. اللباب في تهذيب الأنساب 3/178.
[29189]:في الأصل: وروى وهو تحريف.
[29190]:أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير 6/1830، وفيه: "والأحجار تنكبه"، وأورده السيوطي في الدر 4/230، وفيه: "والأحجار تنكيه".