غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (64)

61

ثم ذكر سبحانه أنه ما هلك من هلك إلا بعد إقامة الحجة وإزاحة العلة فقال : { وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه } ، كالشرك والتوحيد ، والجبر والقدر ، والإقرار بالبعث والإنكار له ، وكتحريم الأشياء المحللة ، كالبحيرة والسائبة ، وتحليل الأشياء المحرمة ، كالميتة والدم . { وهدى ورحمة } ، انتصبا على أنهما مفعول لهما ، ولا حاجة إلى اللام ؛ لأنهما فعلا فاعل ، والفعل المعلل بخلاف التبيين ؛ فإنه فعل المخاطب لا فعل المنزل ، ولهذا دخل عليه اللام ، قال الكعبي : وصف القرآن بكونه هدى ورحمة { لقوم يؤمنون } ، لا ينافي كون كذلك في حق الكل . وخص المؤمنون بالذكر من حيث إنهم قبلوه وانتفعوا به .

/خ70