غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡحَسۡرَةِ إِذۡ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ وَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (39)

16

{ يوم الحسرة } لتحسر أهل النار فيه . وقيل : أهل الجنة أيضاً إذا رأى الأدنى مقام الأعلى ، والأول أصح لأن هذه الخواطر لا توجد في الجنة لأنها دار السرور . و{ إذ } بدل من يوم الحسرة أو منصوص بالحسرة . ومعنى { قضي الأمر } فرغ من الحساب وتصادر الفريقان إلى الجنة والنار . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عنه فقال : " يؤتى بالموت فيذبح كما يذبح الكبش والفريقان ينظران فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرح وأهل النار غماً إلى غم " قال أرباب المعقول : إن الموت عرض فلا يمكن أن يصير حيواناً فالمراد أنه لا موت بعد ذلك . عن الحسن { وهم في غفلة } متعلق بقوله : { في ضلال مبين } وقوله : { وأنذرهم } اعتراض . ويحتمل أن يتعلق ب { أنذرهم } أي أنذرهم على هذه الحال غافلين غير مؤمنين . ويحتمل أن يكون " إذ " ظرفاً ل { أنذر } أي أنذرهم حين قضي الأمر ببيان الدلائل وشرح أمر الثواب والعقاب . ثم أخبر عنهم أنهم في غفلة { وهم لا يؤمنون } .

/خ40