غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرٞۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (103)

102

ولما أوعدهم بقوله { ولقد علموا } أتبع ذلك الوعد جامعاً بين الترهيب والترغيب ليكون أدعى إلى الطاعة وأنهى عن المعصية فقال { ولو أنهم آمنوا } بعين ما نبذوه من كتاب الله وهو القرآن أو التوراة التي يصدقها القرآن أو كلاهما ، واتقوا فعل المنهيات وترك المأمورات ، أو اتقوا الله فتركوا ما هم عليه من نبذ كتاب الله واتباع كتب الشياطين { لمثوبة من عند الله } لشيء من ثوابه { خير } ولابد من تقدير فعل يكون " أن " مع ما بعده فاعلاً له ، أي لو ثبت أنهم آمنوا ، وجواب { لو } محذوف أيضاً ويدل عليه هذه الجملة الاسمية المصدرة باللام أي لأثيبوا وإنما تركت الفعلية إلى هذه ليدل على ثبات المثوبة واستقرارها . ويجوز أن يكون القسم مقدراً وقوله { لمثوبة } جوابه ساداً مسد جواب الشرط مغنياً عنه ، ودخول اللام الموطئة في الشرط غير واجب في القسم المقدر وإن كان هو الأكثر ، على أن دخول اللام الموطئة في { لو } مستثقل فيشبه أن يكون الأكثر بل الواجب ههنا عدم الدخول . ويجوز أن يكون { لو } للتمني مجازاً عن إرادة الله إيمانهم كأنه قيل : وليتهم آمنوا . ثم ابتدئ { لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون } أن ثواب الله خير مما هم فيه لآمنوا واتقوا ، وقد علموا لكنه جهلهم لترك العلم بالعلم . ويجوز أن يكون { لو } بمعنى التمني كما تقرر والله تعالى أعلم .

/خ103