غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَزۡلَفۡنَا ثَمَّ ٱلۡأٓخَرِينَ} (64)

1

{ وأزلفنا ثم } أي قربنا حيث انفلق البحر { الآخرين } وهم قوم فرعون والمقرب منه بنو إسرائيل أو قوم فرعون أيضاً أي أدنينا بعضهم من بعض وجمعناهم حتى لا ينجو منهم أحد ، ويجوز أن يراد قدمانهم إلى البحر . وقرئ { وأزلقنا } بالقاف أي أزللنا أقدامهم حساً بأن لم يكن لهم البحر يبساً كما كان لبني إسرائيل ، أو عقلاً أي أذهبنا عزهم . والبحر بحر القلزم أو بحر من وراء مصر يقال له أساف . قالت الأشاعرة : إنه تعالى أضاف الإزلاف إلى نفسه مع أن اجتماعهم في طلب موسى كفر . أجاب الجبائي بأن قوم فرعون تبعوا بني إسرائيل وبنو إسرائيل إنما فعلوا ذلك بأمر الله تعالى ، فلما كان مسيرهم بتدبير الله وهؤلاء تبعوهم أضافه إلى نفسه توسعاً ، وهذا كما يتعب أحدنا في طلب غلام له فيجوز أن يقول : أتعبني الغلام لما حدث ذلك عند فعله .

أو المراد أزلفناهم إلى الموت والأجل . وقال الكعبي : أراد أنه جمع تفرقهم كيلا يصلوا إلى موسى وقومه ، أو أراد أنه حلم عنهم وترك لهم البحر يابساً حتى طمعوا في دخوله . واعترض بأن كل ذلك لا بد أن يكون له أثر في استجلاب داعية قوم فرعون إلى الذهاب خلفهم فيعود المحذور .

/خ68