غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكِ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (47)

42

{ قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر } لم تقل ذلك استبعاداً وتشككاً وإنما أرادت تعيين الجهة كما مر في قصة زكريا فأجيبت بقوله : { كذلك الله يخلق ما يشاء } وقد سبق نظيره إلا أنه عبر عن الفعل ههنا بالخلق لأن القدرة ههنا أتم وهو تخليق المولود بغير أب ولهذا أكده بقوله : { إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون } وقد تقدم تفسيره في السورة التي تذكر فيها البقرة { ويعلمه } بالياء عطف على { يبشرك } أو على

{ وجيهاً } أو على { يخلق } لأن قوله : { يخلق ما يشاء } وهو عام يتضمن قوله : " يخلقه " ، ويحتمل أن يكون كلاماً مبتدأ . وكذا من قرأ بالنون لأن المذكورات في قوة { إنا نبشرك } ونحن نخلقه .

/خ60