وقوله تعالى : { قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ } : قد تقدَّم إعرابُ هذه الجملِ في قصةِ زكريا فلا معنى لإِعادتِهِ إلاَّ أنَّ هناك " يَفْعل ما يشاء " وهنا " يَخْلُق " قيل : لأنَّ قصتَّها أغربُ من قصتِهِ ، وذلك أنه لم يُعْهَدْ ولدٌ مِنْ عذراءَ لم يَمَسَّها بشرٌ البَتَة ، بخلافِ الولدِ بينَ الشيخِ والعجوزِ فإنه مستبعدٌ ، وقد يُعْهَدُ مثلُه وإنْ كان قليلاً ، فلذلك أتى بيخلُق المقتضي الإِيجادَ والاختراعَ من غيرِ إحالةٍ على سببٍ ظاهر ، وإن كانتِ الأشياءُ كلُّها بخَلْقِهِ وإيجادِهِ وإنْ كان لها أسبابٌ ظاهرةٌ .
والجملةُ من قولِهِ : { وَلَمْ يَمْسَسْنِي } حاليةٌ . [ والبَشَرُ في الأصلِ مصدرٌ كالخَلْق ، ولذلك يَسْتوي فيه ] المذكرُ والمؤنثُ والمفَردُ والمثنى والمجموعُ ، تقولُ : هذه بَشَرٌ ، وهذان بَشَرٌ ، وهؤلاء بشر ، كقولك : هؤلاء خَلْق . قيل : [ واشتقاقُهُ من البَشَرة وهو ظاهرُ الجِلْد ، لأنه الذي من شأنِهِ أَنْ يَظْهَرَ الفرحُ ] والغَمُّ في بَشَرَتِهِ . " ويكون " يَحْتَمِلُ التمامَ والنقصَانَ ، وقد تقدَّم تحريرُه ، وتقدَّم أيضاً اختلاف القراء في " فيكون " وما ذُكِرَ في توجيهِه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.