فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكِ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (47)

قوله : { أنى يَكُونُ لِي وَلَدٌ } أي : كيف يكون على طريقة الاستبعاد العادي { وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ } جملة حالية ، أي : والحال أنه على حالة منافية للحالة المعتادة من كون له أب { قَالَ كذلك الله يَخْلُقُ مَا يَشَاء } هو : من كلام الله سبحانه . وأصل القضاء الأحكام ، وقد تقدّم ، وهو هنا الإرادة ، أي : إذا أراد أمراً من الأمور { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } من غير عمل ولا مزاولة ، وهو تمثيل لكمال قدرته .

/خ51