غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{بَلۡ عَجِبۡتَ وَيَسۡخَرُونَ} (12)

1

ثم بين أنهم مع قيام الحجج الضرورية عليهم مصرون على الإنكار فقال { بل عجبت } من قرأ بفتح التاء فظاهر أي عجبت يا محمد من تكذيبهم وإنكارهم البعث { و } هم { يسخرون } من تعجبك ، أو عجبت من القرآن حين أعطيته ويسخر أهل الكفر منه . ومن قرأ بالضم فأورد عليه أن التعجب على الله غير جائز لأنه روعة تعتري الشخص عند استعظام الشيء . وقيل : هذه حالة تحصل عند الجهل بصفة الشيء . وأجيب بأن معناه : قل يا محمد بل عجبت . سلمنا لكن العجب هو أن يرى الإنسان ما ينكره الكافر والإنكار من الله تعالى غير منكر . سلمنا لكن هذه الألفاظ في حقه تعالى محمولة على النهايات كالمكر والاستهزاء والمعنى : بلغ من عظم آياتي وكثرة خلائقي أني استعظمتها فكيف بعبادي وهؤلاء بجهلهم وعنادهم يسخرون منها ، أو استعظمت إنكارهم البعث ممن هذه أفعاله وهم يسخرون ممن يصف الله تعالى بالقدرة عليه نظيره الآية { وإن تعجب فعجب قولهم } [ الرعد : 5 ] . عند من يرى أن العجب من الله . وقد جاء في الحديث " يعجب ربك من الشاب ليس له صبوة " وقال أيضاً : " عجب ربكم من ألكم وقنوطكم وسرعة إجابته " والألّ التضرع .

/خ82