غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزمر مكية إلا ثلاث آيات نزلت في وحشي بن حرب وأصحابه { يا عبادي الذين أسرفوا } إلى آخرهن حروفها أربعة آلاف وسبعمائة وثمانية وكلمها ألف ومائة وسبعون آياتها خمسة وسبعون .

1

التفسير : { تنزيل الكتاب } مبتدأ وخبره { من الله } وقيل : أصله هذا تنزيل الكتاب والجار صلة ، والأولى أقوى لأن الإِضمار خلاف الأصل ، ولأنه يلزم مجاز وهو كون التنزيل بمعنى المنزل فإن هذا إشارة إلى القرآن أو إلى جزء منه وهو هذه السورة . وفيه إبطال ما يقوله المشركون من أن محمداً يقوله من تلقاء نفسه . وفي قوله { من الله } إشارة إلى الذات المستحق للعبادة والطاعة كقولك : هذا كتاب من فلان . تعظم به شأن الكتاب : وفي قوله { العزيز } إشارة إلى أن هذا الكتاب يحق قبوله فكتاب العزيز عزيز ، وفيه أنه غني عن إرسال الكتاب والاستكمال به وإنما ينتفع به المرسل إليهم . وفي قوله { الحكيم } إشارة إلى أنه مشتمل على الفوائد الدينية والدنيوية لا على العبث والباطل .