وقوله { يعلم خائنة الأعين } خبر آخر لقوله { هو الذي يريكم آياته } إلا أنه فصل بالتعليل وهو قوله { لينذر } وذكر وصف القيامة استطراداً ، قال جار الله : هي صفة للنظرة أو مصدر بمعنى الخيانة كالعافية ، والمراد استراق النظر إلى ما لا يحل كما يفعل أهل الريب . قال : ولا يحسن أن تكون الخائنة صفة للأعين مضافة إليها نحو " جرد قطيفة " أي يعلم العين الخائنة لأن قوله { وما تخفي الصدور } لا يساعد عليه . قلت : يعني أن عطف العرض على الجوهر والمعنى على العين غير مناسب . وقيل : هي قول الإنسان رأيت ولم ير وما رأيت ورأى . ومضمرات الصدور أي القلوب فيها لأنها فيها . قيل : هي ما يستره الإنسان من أمانة وخيانة . وقيل : الوسوسة . وقال ابن عباس : ما تخفي الصدور بعد النظر إليها أيزني بها أم لا . أقول : والحاصل أنه تعالى أراد أن يصف نفسه بكمال العلم فإن المجازاة تتوقف على ذلك . ففي قوله { يعلم خائنة الأعين } إشارة إلى أنه عالم بجميع أفعال الجوارح ، وفي قوله { وما تخفي الصدور } دلالة على أنه عالم بجميع أفعال القلوب . وإذا علمت هذه الصفة وقد عرفت من الأصناف السابقة كمال قدرته واستغنائه لم يبق شك في حقيّة قضائه فلذلك قال { والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.