غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ} (19)

1

وقوله { يعلم خائنة الأعين } خبر آخر لقوله { هو الذي يريكم آياته } إلا أنه فصل بالتعليل وهو قوله { لينذر } وذكر وصف القيامة استطراداً ، قال جار الله : هي صفة للنظرة أو مصدر بمعنى الخيانة كالعافية ، والمراد استراق النظر إلى ما لا يحل كما يفعل أهل الريب . قال : ولا يحسن أن تكون الخائنة صفة للأعين مضافة إليها نحو " جرد قطيفة " أي يعلم العين الخائنة لأن قوله { وما تخفي الصدور } لا يساعد عليه . قلت : يعني أن عطف العرض على الجوهر والمعنى على العين غير مناسب . وقيل : هي قول الإنسان رأيت ولم ير وما رأيت ورأى . ومضمرات الصدور أي القلوب فيها لأنها فيها . قيل : هي ما يستره الإنسان من أمانة وخيانة . وقيل : الوسوسة . وقال ابن عباس : ما تخفي الصدور بعد النظر إليها أيزني بها أم لا . أقول : والحاصل أنه تعالى أراد أن يصف نفسه بكمال العلم فإن المجازاة تتوقف على ذلك . ففي قوله { يعلم خائنة الأعين } إشارة إلى أنه عالم بجميع أفعال الجوارح ، وفي قوله { وما تخفي الصدور } دلالة على أنه عالم بجميع أفعال القلوب . وإذا علمت هذه الصفة وقد عرفت من الأصناف السابقة كمال قدرته واستغنائه لم يبق شك في حقيّة قضائه فلذلك قال { والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير } .

/خ22