بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ} (19)

{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعين } هذا موصول بقوله : { لاَ يخفى عَلَى الله مِنْهُمْ شيء } وهو { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعين } . وقال أهل اللغة : الخائنة والخيانة واحدة ، كقوله : { فَبِمَا نَقْضِهِم ميثاقهم لعناهم وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكلم عَن مواضعه وَنَسُواْ حَظَّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ على خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فاعف عَنْهُمْ واصفح إِنَّ الله يُحِبُّ المحسنين } [ المائدة : 13 ] . وقال مجاهد : { خَائِنَةَ الأعين } يعني : نظر العين إلى ما نهى الله عنه . وقال مقاتل : الغمزة فيما لا يحل له ، والنظرة إلى المعصية . ويقال : النظرة بعد النظرة . وقال قتادة : { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعين } يعني : يعلم غمزه بعينه ، وإغماضه فيما لا يحب الله تعالى ، { وَمَا تُخْفي الصدور } .